بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
((إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار وما أحب أن أكتوي))
طبعاً على موضوع الحجامة هناك عشرات بل مئات الأحاديث؛ إلا أن هذا الحديث ورد في البخاري ومسلم.النبي عليه الصلاة والسلام في توجيهاته الطبية لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى:
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾
سأضع لكم مثالاً يوضح هذه الحقيقة: النبي عليه الصلاة والسلام وجهنا إن أردنا أن نذبح شاة أن نذبحها من أوداجها فقط، وألا نقطع رأسها، لا في عهد النبي ولا في كل المراكز العلمية في عهده في أطراف الدنيا ولا بعد ألف وأربعمئة عام؛ هناك ما يفسر هذا التوجيه؛ إلا أنه أخيراً توصل العلماء إلى أن القلب ينبض بأمر ذاتي من مركز كهربائي؛ مركز يعطي من واحد إلى ثلاثين، ومركز للستين، ومركز للمئة، فإذا تعطل أحد هذه المراكز عمل الآخر، إلا أن هذه المراكز كلها سقفها مئة، الإنسان أحياناً يخاف، يواجه عدواً، يصعد درجاً، يتحمل جهداً كبيراً؛ يأتي أمر استثنائي من الكظر عن طريق الرأس؛ فيرتفع النبض إلى مئة وثمانين نبضة، فإذا قطعنا رأس الخروف- ومهمة القلب بعد الذبح إفراغ الدم كله من الدابة- إذا قطعنا رأسه تعطل الأمر الاستثنائي؛ فبقي على الأمر النظامي من ثمانين إلى مئة؛ هذا الأمر لا يكفي لإفراغ الدم، يكفي لإفراغ ربع دم الدابة؛ الربع فقط، أما حينما يبقى الرأس عالقاً فالطريق الاستثنائي سالك؛ يأتي الأمر من الكظر عن طريق الرأس فيرتفع النبض إلى مئة وثمانين نبضة، عندئذ الدم كله يخرج من الدابة، ويصبح لحم الدابة وردياً شهياً؛ وهذه هي التزكية، هذا توجيه.توجيهات النبي إنما هي توجيهات من الله عز وجل :
قبل البارحة في الخطبة ذكرت أن رئيس أكبر مركز فضائي في العالم "قاعدة سيف كيبيدي" سئل عن موضوع الشموس، فقال: الشموس بثلاثة ألوان؛ عندنا شمس حمراء اللون، وشمس بيضاء، وشمس سوداء، فالشمس الحمراء في منتصف العمر، أما البيضاء؛ فهذه الشمس الحمراء يزداد حجمها ازدياداً مخيفاً، ثم تنكمش إلى واحد بالمئة، وينقلب لونها من لون أحمر إلى لون أبيض، أما حرارتها فصارت أضعافاً مضاعفة.
هناك مرحلة ثالثة اسمها مرحلة التكديس؛ هذه الشمس ترجع إلى حجم لا يصدق؛ لو أخذنا متراً مكعباً من الحديد؛ فانكمش إلى وزن ذرة واحدة لا ترى بالعين ولا بالمجهر، كذلك هناك شموس بفعل الضغط الشديد تغدو سوداء؛ طبعاً الحر أيضاً، ملايين الأضعاف بالحر، هذه النجوم التي انكمشت فأصبحت سوداء فيها قوة جذب مخيفة، بل هي مقبرة النجوم؛ لو أن الأرض اقتربت منها لأصبحت في حجم بيضة مع الوزن نفسه، سموها الثقوب السوداء، سموها مقابر النجوم، من شدة الضغط إلى الداخل الضوء لا يخرج منها؛ تبقى سوداء اللون؛ هذا الذي قاله رئيس هذه القاعدة الكبرى؛ وهو من أعلم علماء الأرض في الفلك، وفي الفضاء الخارجي.
وجدت في كتاب الترمذي وابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((أُوقِدَ على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهى سوداء مظلمة كالليل المظلم - قال عليه الصلاة والسلام وقودها الناس والحجارة-))
فهذا الإنسان الذي عاش في الصحراء، لا يوجد جامعات، ولا مراصد، ولا كمبيوتر...ولا يوجد شيء إطلاقاً؛ هذا كلام علمي؛ كلام توصل إليه العلم؛ الثقوب السوداء توصل إليها العلماء من عدة سنوات فقط؛ فهذه الموضوعات؛ الثقب الأسود، والانجذاب، ومقبرة النجوم، توصل إليها العلماء من عدة سنوات فقط؛ فعليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.الحكمة من الحجامة :
في الإنسان جهاز اسمه جهاز معامل كريات الدم الحمراء؛ هذه المعامل من أخطر الأجهزة في الإنسان؛ لو تعطلت عن العمل، أو لو توقفت عن العمل؛ لأصبحت حياة الإنسان في خطر، هذا المرض اسمه" فقر دم اللامصنع" معامل نقي الدم تكف عن تصنيع الكريات، طبعاً هذا الدم يشبه سرطان الدم، يسمونه أحياناً ابيضاض الدم، و إلى الآن لا أحد يعرف سببه ولا علاجه، وأشخاص كثيرون ماتوا بهذا المرض" فقر الدم اللامصنع".
قرأت مرة مقالة مترجمة بمركز بحوث طبي، أن نقص الدم المنتظم يصون هذه المعامل التي هي أخطر معامل بالإنسان، طبعاً يصنع في الثانية الواحدة اثنان ونصف مليون كرية؛ لأنه بكل ثانية يموت اثنان ونصف مليون كرية، ويولد من هذه المعامل اثنان ونصف مليون كرية، فحينما تربط أن هذا المعمل صيانته بنقص الدم المنتظم إذاً النبي عليه الصلاة والسلام حينما أمرنا بالحجامة لا ينطق عن الهوى، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
قرأت مرة مقالة مترجمة بمركز بحوث طبي، أن نقص الدم المنتظم يصون هذه المعامل التي هي أخطر معامل بالإنسان، طبعاً يصنع في الثانية الواحدة اثنان ونصف مليون كرية؛ لأنه بكل ثانية يموت اثنان ونصف مليون كرية، ويولد من هذه المعامل اثنان ونصف مليون كرية، فحينما تربط أن هذا المعمل صيانته بنقص الدم المنتظم إذاً النبي عليه الصلاة والسلام حينما أمرنا بالحجامة لا ينطق عن الهوى، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((احتجموا لا يتغير بكم الدم فيقتلكم))
ارتفاع الضغط..فهناك بحوث طبية حول تفسيرها العلمي، أولاً: معالجة لارتفاع الضغط، و الإنسان عنده ما يسمونه "فيوز" بالتعبير الميكانيكي، آلة غالية جداً؛ نعمل لها وصلة ضعيفة جداً، لو جاء تيار شديد فجأة، بدلاً من أن يتلف الآلة تتلف هذه الوصلة؛ الوصلة رخيصة.
فالإنسان عنده أوعية بأنفه رقيقة الجدار جداً، لو ارتفع الضغط فجأة تتمزق الأوعية؛ فيصبح معه رعاف؛ فيتوازن الضغط.
يبدو أن الحجامة من أجل معالجة الضغط المرتفع، قال:
((احتجموا لا يتغير بكم الدم فيقتلكم))
قالوا: هذا الحديث على التوتر الشرياني، وقالوا: على تجلط الدم، وقالوا: إن الحجامة لها علاقة بالشقيقة، وآلام الرأس المزمنة، على كلٍّ النبي أمرنا بها؛ وهو لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة :
أنا وقع تحت يدي كتاب- وبدون مبالغة- فيه مئة وخمسون حديثاً عن الحجامة؛ إلا أنه مأخوذ من كنز العمال؛ وكنز العمال فيه أحاديث ضعيفة كثيرة جداً، أما في الحد الأدنى هناك عشرون حديثاً صحيحاً في الحجامة، فهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة، طبعاً النساء لسن بحاجة إلى الحجامة ما دمن دون سن اليأس، لأن الدورة الشهرية تقوم مقام الحجامة في حياتهن، لكن بعد سن اليأس النساء يحتجن إلى الحجامة كالرجال تماماً:
((احتجموا لا يتغير بكم الدم فيقتلكم))
وما شكا إليه أحد إلا قال له:
((اذهب فاحتجم))
والنبي احتجم وهو في الحج، واحتجم وهو محرم، قد يقول لك إنسان: ما الفرق بينها وبين الفصادة؟ أنا أتبرع بالدم يؤخذ الدم من الشريان؛ قال بعض الأطباء: أخذ الدم من الشريان الواسع شيء، وأخذه من الشعريات الدقيقة شيء آخر، والإنسان حيثما كان هناك حركة بجسمه يكون هناك نشاط للدورة الدموية، وحيثما كان هناك منطقة ركود فالمنطقة تحتاج إلى تنشيط؛ فأوسع منطقة ركود بالجسم هي الظهر، لأنه عند المفاصل والأجهزة؛ فالحركة تسبب تنشيط الدورة الدموية، أما في أماكن أخرى فهذه الأماكن راكدة.فيبدو أن الحجامة تتميز عن الفصادة بأن الدم يؤخذ من الأوعية الدقيقة جداً، وكأنها تجرف الذي أمامها.
هذا الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
توجيهات النبي الصحية من عند الله و ليست من اجتهاداته :
وإياك ثم إياك ثم إياك أن تعتقد أن توجيهات النبي الصحية اجتهاد منه، أو خبرة، انفِ هذا كله؛ توجيهات النبي الصحية من عند الله؛ من عند خالق الكون، في قضية الذبح؛ مستحيل أن تجد في العلم سابقاً ما يفسر هذا التوجيه؛ الآن في أوربا كلها تعلق الدابة من أرجلها، و يقطع رأسها كلياً فوراً ويبقى الدم في الدابة؛ لأن القلب بقي على الأمر النظامي- ثمانون ضربة- من ثمانين تخرج ربع الدماء أما المئة والثمانون فتخرج الدماء كلها عن طريق الأمر الاستثنائي الذي يأتي من الكظر عن طريق الرأس.
هذا الحديث ورد في البخاري ومسلم؛ يقول عليه الصلاة والسلام:
((إن كان في شيء من أدويتكم خير؛ ففي شرطة محجم،أو شربة من عسل، أو لذعة بنار؛ وما أحب أن أكتوي))
والله عز و جل قال: العسل فيه شفاء للناس.أيضاً آثاره لا تصدق؛ العسل إلى أن يكون دواء أقرب منه أن يكون غذاء؛ العسل صيدلية بكاملها؛ صيدلية في لعقة، أي عدد الفيتامينات والمعادن والأنزيمات المتعلقة بالجسم لا تعد ولا تحصى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق