الحمد
لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين,
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما
ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا
اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول
فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
من
الآيات المدهشة التي تلفت النظر, وتعظم خالق الإنسان هذه اليد التي
نملكها, قال العلماء: في اليد خمسة أصابع, وفي كل إصبع ثلاث سلاميات إلا
الإبهام فهو مكون من سلاميتين وهما السر، قد لا تصدق أن حضارة الإنسان التي
يجري بها متعلقة بهذا الإبهام، الإبهام مما يتفرد به الإنسان على بقية
المخلوقات .
على السُلامة الثانية في الإبهام يرتكز وترٍ مع عضلةٍ قابضٍ طويلٍ يطوي السُلامة الثانية، فيعطي الإبهام رشاقته ودقته التي يتفوق بها الإنسان على سائر المخلوقات، بسبب دقة بناء اليد، انطلقت هذه اليد لتؤديَ مهمات لا حصر لها هذا مفصل دقيق جداً، لولا هذا الإبهام وحده لما كان لهذه الأصابع من قيمة، نجرب أن تكتب من دون إبهام, أو أن تخيط من دون إبهام, أو أن ترتديَ ثيابك من دون إبهام, أو أن تعمل على آلة من دون إبهام, جرب إنك لن تستطيع شيئاً، هذه صنعة الله التي أتقنها، قال تعالى:
﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾
فقد لعب الإبهام الدور الرئيسي للتحرك في كل الاتجاهات، مفصله الكروي يعطيه المرونة الفائقة
والسُلاميتان الاثنتان مزودتان بما لا يقل عن خمسة أوتار يمنحه الحركة برشاقة في كل من البسط والقبض والتبعيد والتقريب والدوران والإمساك والمقابلة .
لو أن ضارباً على جهاز الكمبيوتر جلس ست ساعات على هذا الجهاز يضرب على أزراره, لبذل هذا الإبهام جهداً يساوي أن يمشي على قدميه أربعين كيلومتر وهو لا يدري .
ما قيل عن يد الإنسان :
أحد العلماء الغربيين, قال: هذا الإبهام العجيب هو الذي فتح لنا هذا العالم العجيب, فزاد معرفتنا بالله عز وجل, وبعظمته, وبوحدانيته، إن هذه الأداة المذهلة (اليد) فيها مجموعة من العظام والأوتار والعضلات والأعصاب والشرايين والأوردة والعروق اللمفاوية .
في اليد سبعة وعشرون عظماً, وثمانية وعشرون مفصلاً, وثلاث وثلاثون عضلةً، عظام الرسغ سبعة، وهذا الرسغ يعطي اليد الحركة في كل الاتجاهات، ولولا هذا الرسغ لما كان لهذه اليد من معنى، لو أنها باتجاه واحد لفقدت معظم خصائصها .تمر شبكة سقي وتروية دموية من أبدع ما خلق الله عز وجل, تصب هذه الشبكة في نهرين عظيمين على حافتي الرسغ في شلالين متعانقين متضافرين وريد وشريان، يتوزع عنهما شبكة دقيقة جداً في اليد, ففي أي مكان أدخلت رأس إبرة يخرج دم .
أما المنظم فهو شبكة عصبية محكمة متدفقة من ثلاث كبلات, أعصاب المتوسط والزندي والعكبري، تستقبل الحس, وتوجه الحركة وهناك نظام إرادي, ونظام لا إرادي مرتبط بالفعل المنعكس الشرطي, لو درسنا هذه اليد لوجدناها آيةً من آيات الله عز وجل، فهذه الحضارة, وهذه الأبنية, وهذه المصانع, وهذه الآلات لا معنى لها من دون اليد، الله جل جلاله كرم الإنسان بهذه, وهذه أقرب الآيات إلينا، قال تعالى:
﴿وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق