Ads 468x60px

.

السبت، 20 يوليو 2013

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر . للدكتور / محمد راتب النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.




 كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل، بل كان كلامه كله في ذكر الله، كلامه كله في ذكر الله.
((ابن آدم إنك إن ذكرتني شكرتني وإذا ما نسيتني كفرتني))
[رواه الطبراني عن أبي هريرة]
﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾
[سورة آل عمران: 102 ]
 أي أن تذكره فلا تنساه، فكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكراً منه لله.
 الحقيقة أوسع نشاط ديني على الإطلاق هو ذكر الله؛ تلاوة القرآن ذكر لله، الدعاء ذكر، الاستغفار ذكر، التفكر في خلق السماوات والأرض ذكر، البحث عن الحكم الشرعي لتطبقه ذكر، الأمر بالمعروف ذكر، الحقيقة العظمى هي الله، أي شيء يقربك منه.. بحثت عن حكم شرعي كي تتقرب إلى الله بتطبيقه؛ ذكر، أمرت بالمعروف ذكر، نهيت عن المنكر ذكر، استغفرت، دعوت، سبحت، حمدت الله، كبرت الله، وحدت الله؛ أي كلمة، أي تصرف يقربك هو ذكر.

(( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا : وَذَلِكَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))
[ رواه مالك والترمذي وأحمد في المسند والحاكم في المستدرك عن أبي الدرداء ]
العبادة التي تلازم الإنسان في كل شيء هي ذكر الله عز وجل :
 كان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكراً منه لله، وإخباره عن أسماء الله عز وجل، وصفاته، وأحكامه، وأفعاله، ووعده ووعيده؛ ذكراً منه لله، وثناؤه عليه بآلائه، وتمجيده، وحمده، وتسبيحه ذكراً منه له، وسؤاله ودعاؤه، ورغبته ورهبته؛ ذكراً منه له، وسكوته وصمته ذكراً منه له:
((أمرت أن يكون صَمْتي فِكْرا ً- التفكر ذكر - ونُطْقِي ذِكْراً ، ونظري عبرة ))
[رواه القرطبي عن أبي هريرة]
 فكان ذاكراً لله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه؛ قائماً وقاعداً وعلى جنبه:
﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ﴾
[سورة الأحزاب : 41]
﴿ويتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
[ سورة آل عمران: 191]
 وفي مشيه، وركوبه، ومسيره، ونزوله، وظعنه، وإقامته، الصلاة خمس صلوات، الصوم ترك الطعام والشراب، أما الشيء الذي يدور معك في كل وقت، في كل أوقات اليوم؛ في الصباح، و المساء، في البيت، وخارج البيت، في السفر، والحضر، والإقامة، والطعام والشراب، في أي نشاط من نشاطات الإنسان، العبادة التي تلازمه دائماً هي ذكر الله، وقد برأ من النفاق من أكثر من ذكر الله، كان إذا استيقظ قال:
(( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشور ))
[أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود عن حذيفة بن اليمان]
((وكان إذا هب من الليل؛ كَبَّرَ اللهَ عَشراً، وحَمِدَ اللهَ عشراً، وقال: سبحَانَ اللهِ وبِحَمدِهِ عشراً، وقال: سُبحانَ المَلِك القُدُّوس عشراً، واستَغفَرَ الله عشراً، وهَلَّل عَشْراً، و قال: اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من ضِيقِ الدُّنيا، وضِيقِ يَوْمِ القيامَةِ عشراً، ثم يَستفْتِحُ الصَّلاة))
[أخرجه أبو داود عن شريق الهوزني]
أنواع الذكر :

 طبعاً هناك ذكر باللسان، و ذكر بالقلب، و ذكر يجمع بينهما، أكمل ذكر أن تذكره بلسانك، وبقلبك معاً:
((لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي ، وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ ، اللَّهُمَّ زِدْنِي عِلْمًا ، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي ، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ))
[أبو داود والنسائي والبيهقي عن عائشة أم المؤمنين]
((ومرة استيقظ من الليل فقال:لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))
[رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ]
 هناك ملاحظة أن هذه الأذكار المسلمون حينما رددوها، وأكثروا منها، ولم يكونوا في مستواها؛ كأنهم فرغوها من معناها؛ فصارت كلاماً؛ قد لا يعني شيئاً؛ وهذه من آفات الدين؛ أن يفرغ من مضمونه؛ من آفات الدين أن يصبح شكلاً؛ كلمات تردد، حركات تؤدى، أما حينما نجدد الدين؛ فنعطي هذه الأذكار حجمها، نعطيها مضمونها، نعطيها شحنتها الانفعالية، نعطيها أبعادها الصحيحة.
من أذكار النبي صلى الله عليه و سلم :
 وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أنه إذا استيقظ يتلو قوله تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
[ سورة آل عمران: 190 -191]
 من أذكاره صلى الله عليه وسلم:
((اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت،وبك خاصمت، وإليك حاكمت؛ فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم))
[رواه النسائي عن عبد الله بن عباس]
 تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:
(( كان عليه الصلاة والسلام إذا قام من النوم قال: اللَّهمَّ رَبَّ جِبرِيلَ و مِيكائِيلَ و إِسرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عَالمَ الغَيبِ والشهادَةِ، أَنتَ تَحكم بَينَ عِبَادِكَ فيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفون، اهدني لِما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بِإِذنِكَ، إِنَّكَ تَهدي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ))
[ أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي عن عائشة ]
أنواع الاختلاف :
 ذكرت سابقاً أن هناك اختلافاً طبيعياً هو اختلاف نقص المعلومات، فالمعلومات الواضحة تحسم هذا الخلاف:
﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ﴾
[سورة البقرة:213 ]
 هذا الخلاف اختلاف طبيعي؛ أساسه نقص المعلومات، يأتي الوحي فيحسمه، هذا اختلاف طبيعي.
 لدينا اختلاف مذموم؛ اختلاف الحسد، و الغيرة، والبغي، والعدوان:
﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾
[سورة آل عمران:19]
 تجد المسلمين إلههم واحد، نبيهم واحد، كتابهم واحد، والسنة واحدة؛ متمزقون، مختلفون؛ لماذا؟! اختلاف مصالح، اختلاف بغي، اختلاف حسد؛ الخلاف الثاني مذموم .
 الخلاف الثالث محمود، اختلاف التنافس؛ هذا الدعاء يقول عليه الصلاة والسلام:

((اهدني لِما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بِإِذنِكَ))
[ أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي عن عائشة]
 من الحق.. ونحن في دائرة الحق، يا ترى أأذكر الله؟ أم أصلي؟ أم أتفكر؟ أم أنفق مالي؟ أم أذهب إلى المسجد....ماذا أفعل؟ هناك رغبة بالقرب من الله؛ وكل إنسان يرى أن هذا العمل يقربه أكثر؛ فصار هناك اختلاف؛ اختلاف تنافس؛ هذا الاختلاف محمود.
 هذا في استيقاظه وصلاته وقيامه الليل.

هدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الذِكْر إذَا خَرجَ مِنْ بَيِتِه أَو دَخل :

 خرج من بيته:
((اللَّهمَّ إني أعوذ بك أَن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أَو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أوْ أُظْلَم، أو أَجهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ ))
[رواه أبو داود عن أم سلمة]
 خرج من بيته مرة:
((قال : بسم الله، توكلت على الله، ولا حولَ، ولا قوة إلا بالله، يُقال له: حَسْبُك، هُدِيتَ، وكُفِيتَ، ووقِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطانُ ))
[أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك ]
 إِذا خرج الإنسان من بيته فقال: بسم الله، توكلتُ على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هُدِيتَ، وكُفِيتَ، ووُقِيتَ. 
 أنت الآن خارج من بيتك في حفظ الله.
 التقيت بشخص له وظيفة مرموقة، قال لي: أنا إن لم أصلِّ قيام الليل، وأصلِّ الفجر في جماعة، وأذكر الله حتى طلوع الشمس؛ أخاف أن أخرج من بيتي؛ عندي مطب، عندي مشكلة، أما إن ذكرت الله فأشعر في نفسي أنني محصن، أشعر في نفسي أنني في ظل الله، وفي عناية الله.

أحاديث صحيحة عن النبي الكريم على الإنسان أن يحفظها :

 كان عليه الصلاة والسلام إذا خرج لصلاة الفجر - كما أنتم تفعلون كل يوم - يقول :
((اللهم اجعل في قلبي نوراً، واجعل في لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، و اجعل من تحتي نوراً، اللهمَّ أعظم لي نوراً ))
[البخاري عن عبد الله بن عباس]
 و كان عليه الصلاة والسلام يقول:
((ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة فقال: اللَّهمَّ إني أسألُكَ بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا إليك، فإني لم أخرج بَطَراً، ولا أشراً، ولا رِياءٌ، ولا سُمْعَةٌ، وإنما خرجتُ اتِّقَاءَ سخطك، وابتغاءَ مرضاتك، أَسألك أن تُنْقِذَني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت؛ إلا وكَّلَ الله به سبعين ألف مَلَك يستغفرون له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يقضي صلاته))
[ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري]
 دخل مسجد، يقول:
((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسُلطَانِهِ القديم، من الشيطان الرجيم، فإذا قال ذلك قال الشيطان : حُفظ مني سائرَ اليوم ))
[أبو داود عن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ]
 دخل المسجد مرة؛ فقال:
(( إذا دخَل أحدُكم المسجد فَلْيُسلِّم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولْيَقُلْ: اللَّهمَّ افْتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج فليقل: اللَّهمَّ إني أسألك من فضلك ))
[أخرجه مسلم والنسائي أبو داود عن أبي أسيد وأبي قتادة ]
 وكان إذا أصبح النهار يقول:
((اللهمَّ بِكَ أصبحَنا، وبك أَمسيْنَا، وَبِكَ نَحيَا، وبِكَ نَمُوتُ، وإليكَ النُّشُور))
[أخرجه الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة]
 وكان يقول:
((أصبَحنا وأصبَحَ المُلْكُ لِلهِ، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم، وخير ما بعده، وأعوذُ بكَ من شَرِّ ما فِي هذا اليوم، وشَرِّ ما بَعدَهُ، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكِبَرِ، ربِّ أعوذُ بكَ من عذابٍ في النارِ، وعذابٍ في القَبر))
[رواه مسلم والترمذي عن عبد الله مسعود]
 وإذا قال:
((أمسينا وأمسى الملك لله))
[رواه مسلم والترمذي عن عبد الله مسعود]
 تلاحظون كيف أنه مع الله دائماً؛ في كل حركاته وسكناته.
 وكان يقول إذا أصبح:

((اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أنه لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً، أو أجره إلى مسلم ))
 قال لأحد أصحابه:
((قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك))
[ الترمذي عن أبي هريرة]
 وما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل يوم:
((بسم اللهِ الذي لا يَضُرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العليم - ثلاثَ مَراتٍ؛ إلا لم يضره شيء))
[أخرجه الترمذي وأبو داود عن إبان بن عثمان]
 وقال النبي الكريم لبعض بناته:
((قُولي يا بنيتي حين تُصْبحينَ: سبحانَ الله وبحمدِهِ، و لا حول ولا قُوَّةَ إِلا بالله العلي العظيم، ما شاءَ اللهُ كانَ، وما لم يشأْ لم يكن، أعلمُ أَنَّ الله على كل شيءٍ قَديرٌ، وأَنَّ اللهَ قد أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلما، فإنَّهُ مِن قَالَهُنَّ حينَ يُصبحُ؛ حُفِظَ حتى يُمسي، ومَن قَالهُنَّ حين يُمسي؛ حُفِظَ حتى يُصبحَ ))
[أخرجه أبو داود عن عبد الحميد مولى بني هاشم]
 أي إذا تذكر الإنسان أن يدعو فمعنى ذلك أنه مع الله.
ما يقوله الإنسان عند الإصابة بهمٍّ أو حزن :

 الحياة كلها هموم، وكلها متاعب، وكلها مقلقات؛ فالنبي رأى رجلاً من الأنصار كئيباً، قال له: مالي أراك كئيباً؟ قال عليّ دين. قال له:
((قل - إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيْتَ - : اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بك من العجْزِ والكَسَلِ، وأَعوذُ بك من الجُبْنِ والبخْلِ، وأعوذ بك من غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وقَهرِ الرجال ))
[أخرجه أبو داود عن أبي سعيد الخدري]
 من قالها أذهب الله همه ودينه.
 قال مرة لابنته فاطمة:

(( يا بنيتي ماذا يمنعك أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم، بك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين؟ ))
[رواه البزار عن أنس بن مالك ]
 والله أتمنى على الإنسان أن يقرأ هذه الأدعية حتى يحفظها غيباً، و يجعلها ورده الدائم.
 ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنه أتاه رجل يشكو إليه إصابة فقال له: قل إذا أصبحت:

((بسم الله على نفسي وأهلي ومالي؛ فإنه لا يذهب لك شيء))
[ كنز العمال عن ابن عباس]
 والإنسان يقول :
((اللهم إني أسألُكَ عِلْماً نَافِعاً ، ورِزْقا طَيِّبا وَعَملاً مُتَقَبَّلاً ))
[ابن ماجه عن أم سلمة]
 هذه جوامع الكلم.
 ومن قال حينما يصبح ويمسي:

((حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم؛ كفاه الله ما أهمه))
[ابن أبي الدنيا في الفرج من طريق الخليل بن مرة]
((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي؛ فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت؛ من قالها حين يصبح موقناً بها فمات من يومه دخل الجنة، ومن قالها حين يمسي موقناً بها فمات من ليلته دخل الجنة.))
[البخاري عن شداد بن أوس]
الدعاء طريق الإنسان للاتصال بالله عز وجل :
 وفي المسند أنه صلى الله عليه وسلم علّم زيد بن ثابت، وأمره أن يتعاهد أهله في كل صباح:
((لبَّيْك اللهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخيرُ بين يدَيْكَ، ونحن بك وإليك ، اللهم ما قلت من قول، أو حلفت من حلف، أو نذرت من نذر؛ فمشيئتك بين يدي ذلك كله، ما شئت كان، وما لم تشأ لم يكن،و لا حول ولا قوة إلا بك، إنك على كل شيء قدير، اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت، أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين، اللَّهُمَّ يا فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، ذا الجلال والإكرام، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، وأشهدك - وكفى بك شهيداً - بأني أشهد أنه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك الحق، ولقاءك الحق، والساعة حق، وأنك تبعث من في القبور، وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي؛ تكلني إلى ضعف، وعورة، وذنب، وخطيئة، وأني لا أثق إلا برحمتك؛ فاغفر لي ذنوبي كلها؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم))
[ رواه الطبراني عن زيد بن ثابت]
 بصراحة الإنسان لا يقدر أن ينتقل فجأة من عدم الدعاء إلى الدعاء؛ لكن يجب أن يوطن نفسه أنه كلما تحرك يدعو الله عز وجل؛ لا يهم أن تحفظهم؛ إن حفظتهم أكمل ولكن المهم أن تكون مع الله؛ إذا خرجت من البيت: يا رب احفظني، يا رب عليك توكلت، ليس شرطاً إن لم تستطع أن تحفظ أن تلغي الدعاء؛ بأي موقف اختر دعاء يناسب هذا الموقف؛ دخلت إلى الجامع: يا رب افتح لي أبواب رحمتك، خرجت منه : افتح لي أبواب فضلك، خرجت من البيت: أعوذ بك أَن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أَو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَجهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ.
 فالدعاء صلاة؛ وأكمل آية:

﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾
[سورة المعارج: 23]
 فأنت على اتصال بالله دائماً عن طريق الدعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

المشاركات الشائعة

أكثر المواضيع زيارة دوماً

أكثر المواضيع زيارة خلال شهر