الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، حب الخلق العظيم ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
السنة الشمسية والسنة القمرية.
من إعجاز القرآن العلمي أن السنة الشمسية التي تسمى السنة الانقلابية هي مدة تنقضي بين مرورين متتاليين للشمس في نقطة اعتدال واحد ، ومقدار هذه السنة ثلاثمئة وخمسة وستون يوماً ، وألف وأربعمئة واثنان وعشرون بعد الفاصلة ، هذه السنة الشمسية بالدقة ، وبمرورها يحدث الصيف ، والخريف ، والشتاء ، والربيع ، أما السنة القمرية فتتكون من ثلاثمئة وأربعة وخمسين يوماً ، وبعد الفاصلة ستة وثلاثون ألفاً وسبعمئة وثمانون ، وهي المدة بين كسوفين متوالين مقسومة على عدد الحركات القمرية الدائرية ، والفرق بين السنة الشمسية والقمرية عشرة أيام ، وبعد الفاصلة ثمانمئة وخمسة وسبعون ألفاً ، ومئة وسبعة وثلاثون ، وبذلك يقع في كل ثلاث وثلاثين سنة فرق قدره ثلاثمئة وثمانية وخمسون يوماً ، أو نحو سنة تقريباً ، وعلى ذلك فإن كل مئة سنة تزيد ثلاث سنوات ، وتكون الثلاثمئة سنة الشمسية يقابلها ثلاثمئة وتسع سنوات قمرية ، هذا حساب الفلكيين الدقيق ، ستة أرقام بعد الفاصلة ، وهذه الحقيقة الكونية ثابتة ، والتي اطمأن إليها العلم الحديث ، واستقر عليها ، وقد سبق إليها القرآن الكريم في سرده لقصة أصحاب الكهف في قوله تعالى :
﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ ﴾ ( سورة الكهف : 25 ) .
هذه سنوات شمسية
﴿ وَازْدَادُوا تِسْعاً ﴾
هذه سنوات قمرية
إنه شيء دقيق جداً ، وبحسابات دقيقة في مراصد عملاقة ، بحسابات فلكية بالغة الدقة بستة أرقام بعد الفاصلة ، وبعد الحساب الدقيق فإن ثلاثمئة سنة شمسية تساوي ثلاثمئة وتسع سنوات قمرية.
قال ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى :
﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ ﴾
هذا خبرٌ من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم منذ أرقدهم إلى أن بعثهم الله ، وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان ، وأنه كان مقداره ثلاثمئة سنة تزيد تسع سنين بالهلالية – أي بالقمرية – وهي ثلاثمئة سنة بالشمسية ، فإن تفاوت ما بين كل ثلاثمئة سنة بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين ، فلهذا قال بعد الثلاثمئة :
﴿ وازدادوا تسعاً ﴾
[تفسير ابن كثير 3/80]
وفي تفسير الجلالين :
قوله :
﴿ وَازْدَادُوا تِسْعاً ﴾
أي تسع سنين ، فالثلاثمئة الشمسية ثلاثمئة وتسع قمرية
تفسير الجلالين [1/384] ولقد صدق الله إذ يقول :
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾
{ق: 37}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق