Ads 468x60px

.

السبت، 5 نوفمبر 2011

يوم عرفة التاسع من ذي الحجة








يوم عرفة
من أفضل الأيام عند المسلمين وهو يوافق 9 من الشهر الثاني عشر (ذو الحجة). يقف الحجاج يوم عرفة بعرفة وهو موقع قريب من مكة المكرمة. وعرفة او عرفات أبعد المشاعر المقدسة من مكة إذ يبعد عنها 22 كم ، كما أنه خارج حدود الحرم.
 سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (( فإذا أفضتم من عرفاتٍ فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإنْ كنتم من قبله لمن الضالين ))
سورة البقرة آية ( 198 )
اختُلِفَ في سبب هذه التسمية على أقوال :

الأول : قيل إنَّ الله بعث جبريل إلى إبراهيم عليهما الصلاة والسلام فحج به ، حتى إذا أتى عرفة قال : عرفتُ ، وكان قد أتاها مرة قبل ذلك فسميت عرفة .
رُوي هذا عن :
علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم
وفي السند إلى كلٍ من علي وابن عباس نظر
وكذا رُوي هذا القول عن :
أبي مِجْلَزٍ ، واسمه : لاحق بن حُمَيْد ، و عطاء بن أبي رباح ، ونُعيمِ بن أبي هند
رحمهم الله تعالى .
وجاء عن السُدِّي ولم يذكر في خبره جبريل عليه السلام ، قال : لما أَذَّنَ إبراهيمُ في الناس بالحج فأجابوه بالتلبية ، وأتاه من أتاه ، أمره الله أن يخرج إلى عرفات ونعتها ، فخرج فلما بلغ الشجرة عند العقبة استقبله الشيطان يرده ، فرماه بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ، فطار فوقع على الجمرة الثانية ، فصده أيضا فرماه وكبر فطار فوقع على الجمرة الثالثة ، فرماه وكبر فلما رأى أنه لا يطيقه ولم يدر إبراهيم أين يذهب ، فانطلق حتى أتى ذا المجاز ، فلما نظر إليه فلم يعرفه جاز فلذلك سمي ذا المجاز .
ثم انطلق حتى وقع بعرفات ، فلما نظر إليها عرف النعتَ ، قال : قد عرفتُ فسمي عرفات ، فوقف إبراهيم بعرفات حتى إذا أمسى ازدلف إلى جمع ، فسميت المزدلفة فوقف بجمع . اهـ
قال ابن جرير الطبري في تفسيره ( 2 / 286 )
واختلف أهل العلم في المعنى الذي من أجله قيل لعرفات عرفات فقال بعضهم قيل لها ذلك من أجل أن إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه لما رآها عرفها بنعتها الذي كان لها عنده ، فقال قد عرفتُ فسميت عرفات بذلك .
وهذا القول من قائله يدل على أن عرفات اسم للبقعة وإنما سميت بذلك لنفسها وما حولها كما يقال ثوب أخلاق وأرض سباسب فتجمع بما حولها ....... اهـ
وقريب من قوله الأخير : وإنما سميت بذلك ..... الخ قريب منه ما في معجم البلدان لياقوت الحموي ( 4 / 104 ) : ويحسن أن يقال إن كل موضع منها اسمه عرفة ، ثم جمع ولم يتنكر لما قلنا إنها متقاربة مجتمعة ، فكأنها مع الجمع شيء واحد ...... اهـ
ومثله أيضاً قول ابن منظور في لسان العرب ( 9 / 242 ) : كأنهم جعلوا كل موضع منها عرفة . اهـ
أي كل موضع منها يقال له عرفة ، فقيل عرفات .
وفي المصباح للفيومي ص ( 154 ) : وبعضهم يقول : عرفة هي الجبلُ ، وعرفات جمع عرفة تقديراً ، لأنه يقال : وقفت بعرفة كما يقال بعرفات . اهـ
ولم يأت ذكر عرفات في القرآن إلا في موضع واحد ، وقد تقدم ذكره في أول المقال ، وأما في الحديث فجاء بلفظ عرفة وبلفظ عرفات .
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار ( 2 / 107 ) : قيل سميت بذلك لأن جبريل صلى الله عليه وسلم عرفه بها المناسك وقيل عرفه بها فقال عرفت . اهـ
هذا هو القول الأول في هذه المسألة ، مع اختلافهم اليسير في الألفاظ والمعاني .

وأما القول الثاني في سبب هذه التسمية فحكاه ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير ( 1 / 213 ) عن الضحّاك ، وهو : أنها سُميت بذلك لاجتماع آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ وتعارفهما بها . اهـ
وذكر ابن الجوزي أيضاً في مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن ص ( 177 ) : أن آدم عليه السلام أُهبط بالهند ، وأُهبطت حواء بجدة ، فتعارفا عند أرض عرفة ، فسميت بذلك . اهـ
وهذا قد أسند نحوه ابنُ سعد في الطبقات ( 1 / 34 ، 39 ) من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مطولاً جداً في الموضع الأول ، وفي لفظه نكارة شديدة .
ومن طريق ابن سعد وبلفظه الأول أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 23 / 268 ) .
وهذا إسناد تالف جداً
هشام بن محمد متروك الحديث كما في الميزان للذهبي ( 4 / 304 )
وأبوه محمد بن السائب متروك أيضاً ، وقد كذبه بعضهم ، كما في ترجمته في تهذيب الكمال للمزي ( 25 / 246 ـ 252 ) وأورد المزي فيها قول أبي عاصم النبيل قال : زعم لي سفيان الثوري قال : قال لنا الكلبي : ما حدثتُ عن أبي صالح ، عن ابن عباس فهو كذب فلا ترووه . اهـ
وهذه الرواية من رواية الكلبي عن أبي صالح .
وأما رواية الضحاك التي ذكرها ابن الجوزي فلم أرها مسندة ، والله أعلم .
وهذا التوهين للرواية إنما يخص خبر الاجتماع بعرفة ، لا علاقة له بإثباتِ أو نفي هبوط آدم بالهند وحواء بجدة ، فهذا له طرق عديدة عن علماء التفسير ، وهي تحتاج إلى دراسة مستقلة ، وهي من فضول أبواب العلم لا من مهماته .

القول الثالث في سبب التسمية :
قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن ص ( 331 ) : وقيل لِتَعَرُّفِ العبادِ إلى الله تعالى بالعبادات والأدعية ، والمعروفُ اسم لكل فعلٍ يُعرف بالعقل أو الشرع حُسْنُهُ ، والمنكرُ ما ينكر بهما . اهـ

القول الرابع : قيل : سميت بذلك لأن الناس يعترفون بذنوبهم في ذلك الموقف .
القول الخامس : وقيل : بل سمي الموضع بالصبر على ما يكابدون في الوصول إليها لأن العُِرْفَ الصبرُ ، قال الشاعر :
قل لابن قيسٍ أخي الرُّقيـّّاتِ ... ما أحسنَ العُِرْفَ في المصيباتِ
ذكر هذين القولين الأخيرين ياقوت في معجمه ( 4 / 104 )
وقوله : لأن العُِرْفَ الصبرُ ، العُِرْفُ : بضم وكسر العين المهملة ، وسكون الراء في الوجهين ، كذا ضُبِطَ في المعجم الوسيط ( 2 / 595 ) ولم يذكر ابن مالك في مثلثه ص ( 126 ) فيه غير الكسر ، قال :
رائحةٌ عَرْفٌ وصبرٌ عِرْفُ ... وكلُ معروفٍ وعالٍ عُرْفُ
والمُتـَتـابعاتُ ثُمَّ العُرْفُ ... للاعترافِ اسمٌ بلا ارتيابِ

القول السادس : قيل لأن الناس يتعارفون في ذلك المكان .
ذكر هذا القولَ ابنُ منظور في لسان العرب ( 9 / 242 )

القول السابع : سميت بذلك لأنها مقدسةٌ معظمةٌ ، كأنها عُرِفَتْ أي : طُيِّبَتْ .
قاله الفيروزآبادي في القاموس ( 3 / 179 ) .
وقد سبق في نظم ابن مالك قوله : رائحةٌ عَرْفٌ .
قال الفيروزآبادي في القاموس ( 3 / 178) :
والعَرْفُ : الريحُ طيبةً أو منتنةً ، وأكثر استعماله في الطيبة .
هذا ما تيسر لي الوقوف عليه من أقوالٍ في سبب تسمية عرفة بهذا الاسم ، وأكثر هذه الأقوال وجاهةً عند أهل العلم هو القول الأول ، وإن كان لا يثبت مثل هذا إلا بتوقيف من الشارع ، ولعلَّ ما جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقوي القول بهذا ، دون ما جاء عن علي وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين ، لعدم ثبوت ذلك عنهما . 




حدوده

وهذا المكان محدد بحدود شرعية، لا يجوز الوقوف خارجها، ومن أهم هذه الحدود حد طبيعي هو وادي عرفة. وهو وادي جاف يقع غرب عرفة وهوالحد الأساسي لها. ثم إن باقي المكان يتخذ شكل قوس واسع محدد بالجبال من جميع الجهات بينما تتميز أرضه بالانبساط. هذا اليوم يمثل أهم أركان الحج في الإسلام، حتى وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (الحج عرفة) - رواه الترمذي وأبو داود - وهذا أسلوب قصر وحصر وتخصيص للدلالة على أهمية هذا الركن.

و يوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره. وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران. 





فضل يوم عرفة


- يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- عز وجل- : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة : 39]. والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ويوم عرفه من أيام ذي الحجة.

2- يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل- : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [سورة البقرة : 197] وأشهر الحج هي : شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة.

3- يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل- : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28]. قال ابن عباس –رضي الله عنهما : الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة.

4- يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله - عز وجل- : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [سورة الفجر:2]. قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.

5- يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي وحسن إسناده الشيخ محمد الألباني في كتابه إرواء الغليل.

6- يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:5]. قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

7- صيام يوم عرفة : فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين) صححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود.
كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم في الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.

8- أنه يوم العيد لأهل الموقف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ) رواه أبو داود وصححه الألباني .

9- عظم الدعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة. قال ابن عبد البر – رحمه الله - : وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.

10- كثرة العتق من النار في يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح.

11- مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني .

12- التكبير : فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين : التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة قال ابن حجر –رحمه الله- : ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود _ رضي الله عنهم_ أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى) .
وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما) والمقصود تذكير الناس ليكبروا فرادى لا جماعة .

13- فيه ركن الحج العظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) متفق عليه. 



مناسك يوم عرفة


باختصار فإن شعائر هذا اليوم تبدأ بعد أن يصلي الحجاج صلاة الفجر في منى (التي تبعد 7 كم عن مكة) فينتظرون إلى شروق الشمس، ثم يسلكون بعدها طريقهم إلى عرفة وهم يرددون التلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، ويقضون فيها النهار كله حتى غروب الشمس، حيث يدعون الله ويذكرونه ويبتهلون إليه كثيرا. مقتدين في ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويتخلل اليوم خطبة يلقيها إمام الحجاج (كتب الفقه تفترض أن هذا الإمام هو خليفة المسلمين أو من ينوب عنه) ويستمعون إليها عند زوال الشمس (الوقت الذي قبل صلاة الظهر بخمس دقائق - وهو وقت انعدام الظلال) ثم يصلون خلفه الظهر والعصر جمعا وقصرا. بأذان واحد وإقامتين. والسنة أن يصلي الحجاج في مسجد نمرة.
لتحميل التلبية من الرابط
 http://uploadingit.com/file/sj5qboni2dsyqp9w/lbik.mp3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

المشاركات الشائعة

أكثر المواضيع زيارة دوماً

أكثر المواضيع زيارة خلال شهر